ضغوط اسرائيلية علي الدول المانحة لمنع ادانتها في مؤتمر لندن الجمعة علي خلفية المجازر في غزة

Admin المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 19/04/2008

قالت مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوي، أمس الثلاثاء، ان الحكومة الاسرائيلية تتخوف كثيرا من أن تقوم الدول المانحة للشعب الفلسطيني في مؤتمرها الذي سيعقد الجمعة في العاصمة البريطانية، لندن بادانة اسرائيل بشكل قاس علي خلفية سياستها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكشف المراسل السياسي للصحيفة باراك رافيد النقاب عن ان الدولة العبرية تقوم في الأيام الأخيرة بحملة دبلوماسية مكثفة لمنع الدول الأعضاء في المؤتمر من اتخاذ قرار قاس ضد اسرائيل علي خلفية قيام الجيش الاسرائيلي بقتل المدنيين الأبرياء في العمليات العسكرية التي يقوم بها داخل قطاع غزة .
وقالت الصحيفة، ان مصر تقدمت بشكوي رسمية الي مجلس الأمن الدولي والي الدول الأعضاء في الرباعية الدولية ضد اسرائيل علي خلفية ما وصفته الصحيفة بحالة الغليان والاحتقان في غزة والخطر من تفجر الوضع هناك علي خلفية الحصار الخانق المفروض علي القطاع منذ أشهر عديدة.
وجاء في الشكوي التي كتبت بصيغة حادة أن مصر تؤكد علي ان هناك أزمة انسانية في قطاع غزة، وأن هذه الأزمة من الممكن ان تؤدي الي حصول انفجار وتصعيد خطير في المنطقة.يشار الي ان الهدف الرسمي من المؤتمر الذي يعقد في لندن هو متابعة مليارات الدولارات التي تم جمعها في المؤتمر السابق، في نهاية العام الماضي في باريس، والذي كان يهدف الي بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية.
ومن المتوقع أن يتم علي هامش المؤتمر مناقشة التقدم في عملية أنابوليس والوضع في قطاع غزة، وعقد مؤتمر سلام آخر في موسكو، وذلك من قبل ممثلي الرباعية الدولية، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وبحسب الصحيفة الاسرائيلية فان للولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي انتقادات حادة علي الحصار الاقتصادي الذي تفرضه اسرائيل علي قطاع غزة، لكونه يمس بالمدنيين الفلسطينيين، ويعزز من قوة حركة (حماس).
وتابعت الصحيفة قائلة ان اسرائيل تمكنت حتي الآن من لجم هذه الانتقادات، الا أنه علي ما يبدو فانه في الأيام القريبة سوف تواجه ادانة دولية في مؤتمر الدول المانحة.
وكشفت الصحيفة الاسرائيلية النقاب عن أنه في مستندات التحضير للمؤتمر التي تم ارسالها الي وزارة الخارجية الاسرائيلية ان هناك تذمرا مما وصف بالتركيز علي حصار قطاع غزة، بدلا من بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي اسرائيلي وصفته بأنه رفيع المستوي قوله ان هذه المستندات لا تتضمن أي ذكر للخطوات، التي يدعي ان اسرائيل قامت بها، لتسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، مقابل الانشغال الواسع بالعقوبات التي فرضت علي قطاع غزة، علي حد تعبيره.
وزاد المصدر ذاته قائلا انها لا تتطرق الي كون حماس تواصل اطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات علي المعابر الحدودية للقطاع، الأمر الذي أدي الي تقليص كمية الوقود والمنتجات الأخري الي القطاع، علي حد زعمه.
بالاضافة الي ذلك، كتبت (هآرتس) ان كبار المسؤولين الاسرائيليين عبروا عن غضبهم من النرويج، الدولة التي تترأس هيئة الدول المانحة، وكذلك بريطانيا، الدولة المستضيفة، بزعم ان هاتين الدولتين قررتا جر المؤتمر الي الانشغال بهذه القضايا. وعلم أن الدولة العبرية كانت في البداية قد درست امكانية مقاطعة المؤتمر، الا أنه تقرر نهائيا العمل بشكل دبلوماسي علي لجم الانتقادات، اذا لم يكن بالامكان شطبها.
ويتضح من المعلومات الموجودة لدي اسرائيل، كما أفادت الصحيفة، ان المؤتمر سوف يوجه انتقادات حادة لاسرائيل لكون الحكومة لم تعمل بما فيه الكفاية علي تحسين الحياة في الضفة الغربية، كما انه من المتوقع أن يعرض البنك الدولي في المؤتمر تقريرا يشير الي أن 7.7 مليار دولار، والتي تم جمعها في كتبرعات في مؤتمر باريس، لا تساعد السلطة الفلسطينية، وذلك بسبب القيود التي فرضتها اسرائيل علي حركة الفلسطينيين والبضائع في الضفة الغربية المحتلة.
جدير بالذكر ان المؤتمر سيعقد علي مستوي وزراء خارجية، وسوف تمثل تسيبي ليفي اسرائيل في المؤتمر، وقالت الصحيفة أيضا ان مبعوث الرباعية الدولية، طوني بلير، المشارك في المؤتمر، يحاول ان يقنع اسرائيل بعرض تسهيلات أخري في الضفة الغربية، مثل ازالة بعض الحواجز ومنح تصاريح مرور للمدنيين الفلسطينيين والسماح لهم بالتنقل من مكان الي آخر في الضفة الغربية.